جوبا – وكالات الانباء – متابعات sudanjem.net – ١٠ ابريل ٢٠٢٥م : في خطوة مفاجئة تعكس تصاعد التوترات السياسية، أقال رئيس جنوب السودان سلفا كير وزير الخارجية رمضان محمد، وعين بدلاً منه نائب الوزير موندي سيمايا كومبا، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية يوم الأربعاء.
لم تذكر السلطات سبب الإقالة بشكل مباشر، لكنها جاءت في أعقاب أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة، إثر رفض جوبا استقبال رجل كونغولي مُرحل من الأراضي الأمريكية. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هددت بإلغاء جميع تأشيرات سفر مواطني جنوب السودان إلى الولايات المتحدة في حال عدم الامتثال.
وأمام هذا الضغط الهائل، تراجعت حكومة جوبا وسمحت بدخول الشخص المعني يوم الثلاثاء، مما مهد الطريق لإعادة ترتيب وزارة الخارجية.
بالتزامن مع ذلك، يشهد المشهد السياسي الداخلي اضطرابات جديدة، إذ أعلن فصيل من المعارضة الرئيسية (الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة) تعيين وزير السلام ستيفن بار كول زعيماً مؤقتاً بدلاً من ريك مشار، النائب الأول لرئيس الجمهورية، الذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية.
ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تمهد الطريق أمام الرئيس كير لتعزيز قبضته على السلطة من خلال إقالة منافسه اللدود ريك مشار، وهو أمر أثار جدلاً واسعاً داخل أوساط المعارضة.
وفي هذا الصدد، صرح كول أبراهام نيون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جوبا، قائلاً: “الرئيس كير يسعى لإحاطة نفسه بأشخاص متفقين معه… لشرعنة الحكومة الحالية”.
وكانت السلطات قد احتجزت ريك مشار الشهر الماضي متهمةً إياه بالتآمر لزعزعة الأمن العام عبر تحريك “الجيش الأبيض”، وهي ميليشيا عرقية اشتبكت مع الجيش الحكومي في بلدة الناصر شمال شرق البلاد. المعارضة نفت هذه الاتهامات، مؤكدة أن مشار ما زال يحظى بدعم الجناح العسكري للحركة.
وتأتي هذه التطورات في وقت حرج، إذ وصلت وساطة من الاتحاد الأفريقي إلى جوبا لمحاولة إنقاذ اتفاق السلام الهش الموقع عام 2018، والذي أنهى حرباً أهلية دامية استمرت خمس سنوات وأودت بحياة مئات الآلاف. إلا أن المراقبين يؤكدون أن الجهود لم تحقق تقدماً ملموساً حتى الآن.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة، لام بول جابرييل، أن احتجاز مشار “نسف عملياً اتفاق السلام”، مضيفاً أن “القوة العسكرية للحركة ما تزال مخلصة لقيادة مشار، ولا تنتمي للخونة في جوبا”، على حد تعبيره.
ويرى مراقبون أن الرئيس كير، البالغ من العمر 73 عاماً، يحاول تثبيت أقدامه داخل معسكره السياسي وسط تزايد التململ الداخلي وتكهنات بشأن ترتيبات خلافته المستقبلية.