ود مدني
على رغم أوضاعهم الإنسانية الصعبة وتحملهم مأساة النزوح بعد أن هجرتهم الحرب من منازلهم بحثاً عن الأمن والأمان، فإذا بخطوة فتح المدارس في بعض المدن التي لم تطلها المعارك الحربية تهدد بطرد آلاف الفارين من ويلات الصراع المسلح.
وينتظر كثيرون مصير مجهول حال تنفيذ قرار فتح المدارس خلال الفترة القادمة لأن غالبية النازحين يتخذون المدارس ملاجئ لهم.
ومن بين 4.6 ملايين نازح في السودان، توضح الأمم المتحدة أن أكثر من ثلاثة ملايين فرّوا من العنف في العاصمة الخرطوم.
أزمة جديدة
أفاد شهود أن الشرطة طردت (الأربعاء) الماضي مئات من المدنيين كانوا لجأوا إلى مدرسة في ولاية القضارف.
وتستضيف القضارف حالياً (273) ألف شخص نزحوا بسبب الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي.
وقال حسين جمعة، النازح من الخرطوم، إن “قوة من الشرطة حضرت وأمرتنا بمغادرة المدرسة، استناداً إلى قرار الوالي، مضيفاً أنها “أطلقت علينا الغاز المسيل للدموع.
وأوضح جمعة : “نحن (770) شخصاً هربنا من الحرب في الخرطوم، وجرى إيواؤنا في هذه المدرسة. وكنّا نتلقّى مساعدات غذائية، على قلتها”، مشيراً إلى أنّه “لا نعرف سبب إخراجنا.
ضغوط ومعاناة
وفي ولاية نهر النيل قال نازحون لـ (الراكوبة) أن السلطات حولتهم إلى مدارس مهجورة وغير صالحة للسكن.
تقول سلمي حسن : نعاني من وضع صعب للغاية بعد أن تم تحويلنا إلى مدارس آلية للسقوط ولا توجد بها تهوية وحتى الحمامات غير صالحة للاستخدام.
وأضافت : تتكدس (15) أسرة في فصل واحد في وجود الأطفال وكبار السن.
وتابعت : في ظل الظروف الحالية لن نستطيع استئجار منازل للسكن وبالتالي نحن مضطرون البقاء هنا.
موجة نزوح
وفي الخرطوم كشف بيان لغرفة طوارئ جبل أولياء، عن تضاعف معاناة المدنيين في ظل تواصل الاشتباكات والمعارك الشرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لأربعة أيام متتالية، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة إلى ولاية النيل الأبيض والأحياء المجاورة.